آخبار عاجل

لمصلحة من يشوه ديننا الإسلامي بهذه الصورة ؟ .. بقلم : سلوى المؤيد     

18 - 03 - 2019 12:00 1585

 

 

أمر غريب جداً ما يحدث في الدول العربية في السنوات الأخيرة  من تفجير أشخاص ينتمون لاحزاب دينية إسلامية متشددة لانفسهم في عمليات انتحارية ..أمر غريب جداً وخارج نطاق العقل والفهم .. وواضح أن أمثال هؤلاء الشباب تعرضوا لعمليات غسيل مخ ..مع جهل من طرفهم لتعاليم الدين الإسلامي .. جعلتهم بسبب إغراء شيوخهم لهم بالجنة والحور العين يستخفون بحياتهم ومستقبلهم وأسرهم ويقومون بتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية يذهب فيها ضحايا مواطنون أبرياء وتسهم أكثر فأكثر في تأخر الدولة التي يتواجدون على أرضها. وأنا أتحدث هنا عن تنظيم « داعش  «المتعاون حالياً مع الأخوان المسلمين لتدمير المراكز الحكومية والشرطة والجيش المصري وتنظيم “داعش” الإسم الرمزي لتنظيم دولة العراق وبلاد الشام الإسلامية .. الذين يحاربون الجيش الحر في سوريا بدل أن يساعدوه لكي يصل إلى الانتصار وتأسيس دولة سورية قائمة على العدالة والديمقراطية بعد أن تسبب الرئيس بشار الأسد بعدم حكمته وتفضيله لمصالحه الخاصة واسرته إلى قتل أكثر من 100 ألف مواطن سوري إلى جانب ملايين السوريين اللاجئين.. وبالطبع يعد   أغلب هؤلاء المتطرفون الذين أغلبهم غير مسلمين وينفذون مؤامرات الصهيونية   وحليفتها أمريكا من أجل تفتيت الأمة العربية والإسلامية لإن اتحاد العرب والمسلمون  هو رعبهم الأكبر  و ها هو تنظيم «داعش» في العراق يحارب أهل الصحوة ويدفع أهل محافظة الأنبار إلى مقاومة هؤلاء المتخلفين الجهلاء مع الجيش العراقي بعد أن احتلوا منطقتي الفلوجة والرمادي معقل أهل السنة في محافظة الأنبار. .وقد تم التغلب عليهم تقريباً إلا أنها جعلوا بإجرامهم الإستعمار الإيراني أن يتفشى في سوريا والعراق .. هل تحول ديننا العظيم الذي يدعو إلى العلم   والمعرفة  .. والتفكير والتأمل العاقل وعدم الإضرار بالآخرين إلى دين يدفع الشباب المنتميون اليه إلى تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء والوقوف في وجه تقدم الأحزاب الدينية المعتدلة والمدنية الساعية إلى تحقيق حكم حضاري عادل متقدم؟. واضح أن ما يقوم به هؤلاء المغفلون من جميع الأحزاب الدينية المتطرفة يهدف إلى قتل روح المدنية والتطور في المجتمعات العربية لكي لا يصبح لديها حكم حضاري يقوم على سيادة القانون فتصل إلى مرحلة الإهتمام بالبحوث والاكتشافات العلمية التي يحتكرها العالم الغربي والأمريكي إلى جانب الدول الآسيوية الضخمة.

من المستفيد من هذا التأخر الحضاري للدول العربية والإسلامية غير أمريكا وإسرائيل؟ إن ما يحدث اليوم من تشويه للدين الإسلامي الحضاري وسماحته التي عرف بها منذ نزوله وكان خير من يمثل هذا الدين العظيم أخلاق الرسول الكريم محمد بن عبدالله الذي كان خلال حياته مثالا للسماحة والحب والعفو عند المقدرة .. واحترام الأديان الأخرى. هذا التشويه الإجرامي لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل وأمريكا التي ثبت تدخلها في الشؤون الداخلية السياسية في البحرين ومصر والسودان وأفغانستان وغيرها من الدول العربية والإسلامية تحت بند الفوضى الخلاقة التي أرادوها كأساس للتناحر الطائفي لكي تقسم الدول العربية إلى دويلات. وقد يقوم هؤلاء المتطرفون بتصديق ما يقوله شيوخهم المغسولة أدمغتهم عن طريق جواسيس إسرائيلية وأمريكية لا يعرفهم هؤلاء الشيوخ ويظنون أنهم يقومون بما فيه فائدة الإسلام .. وإلا من أين لهؤلاء المتطرفين هذه الأسلحة الهائلة وهذه المعدات الحربية وهذه القنابل التي يفجرونها ويقتلون معها عشرات الأبرياء مثلما فعل تنظيم “داعش” في العراق وسوريا ولبنان مؤخراً. إن هذا الأمر يؤلمني كمسلمة وككاتبة وكمواطنة عربية وأنا أرى ديني الإسلامي العظيم يشوهه أمثال هؤلاء بينما عرف المسلمون العرب الذين نشروا السماحة واحترام الأديان الأخرى وحرية الفرد وحرية اختيار أفعاله. لم يعرف عنهم قتل الأبرياء وسلخ الجلود وقطع الرؤوس وتعذيب المسجونين مثلما يقوم به تنظيم «القاعدة» و «داعش» ممن يدعون أنهم يريدون إقامة دولة الإسلام. أي إسلام هذا الذي يفجر ويقتل الأبرياء ويعيد الدولة إلى سنوات طويلة من الجهل والتخلف والظلم وخنق حرية الآخرين ..هو إسلام صممته إسرائيل وأمريكا لتحقيق أغراضهم الشريرة .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved